موعظة الأحد الخامس من الدنح
النص:
(يوحنا1:3-8) يسوع ونيقوديموس
يحتل موضوع الولادة
الثانية مكانة مهمة في إيماننا المسيحي، فالحياة الجديد في المسيح تتطلب منا، أن
نُجدد مفاهيمنا وتصوراتنا القديمة وأن نجعلها ملائمة مع وضعنا الجديد، ورغم أن هذا
الانتقال يُشكل صعوبة كبيرة علينا، ولكن المطلوب منا هو المحاولة، وهذا ما فعله
نيقوديموس في حديثه الليلي مع يسوع.
ربما يتصور الكثير منا اليوم أنه لأنه
مسيحي فهذا يعني بالنسبة له أنه يفهم معنى الولادة الجديدة، وهذا ليس صحيحًا في كل
الأحوال.. نيقوديموس كان مؤمنًا بيسوع وبرسالته، ولكنه مع هذا كان بحاجة إلى من
يُوضح له هذا الإيمان، فأن تطلب توضيحًا لما تؤمن به من شخص آخر، هذا لا يعني أنك
لست مؤمنًا، بل هو علامة على حرصك الشديد لفهم الإيمان بصورة أعمق وبالتالي ازدياد
محبة الله في قلبك.
نيقوديموس أتى ليلاً إلى يسوع، ليس لأنه
خائف، بل لكي يقضي وقتًا هادئًا بدون أن يقطع حديثه مع يسوع شخص ما، وهو يرمز
أيضًا إلى النفس التي كان نيقوديموس يشكو من الظلام الذي يسيطر عليها، لقد خصص
نيقوديموس وقتًا خاصًا ليسوع ليفهم منه طبيعة رسالته، فهل نخصص نحن اليوم وقتًا
لهذا الغرض، ولنتذكر أن ما نخصص له وقت في حياتنا هو الأمر المهم فيها، فهل يأخذ
يسوع هذه الأهمية في حياتنا؟...
لكي تتحرر من هذا الظلام، فهناك شرط أساسي
لهذا التحرر، هو أن تولد من علُ.. فكما أن الولادة الجسدية تحتاج إلى أبوين، هكذا
الولادة الروحية أيضًا، تحتاج إلى أبوين وهما: روح الله وكلمة الله... وأكبر خطأ
نقع فيه اليوم نحن المسيحيين، هو أننا نريد أن نجعل من كل البشر أخوة من غير أن
يكون لهم أب يجمعهم... علينا أن نظهر في حياتنا أبوة الله الحقيقية من خلال
تصرفاتنا، التي هي الشيء الوحيد القادر على جذب الناس إلى يسوع ليولدوا من جديد.
أن يشعر الآخرين من حولنا أننا نعيشُ فعلاً الولادة الجديدة.
أخوتي، إن الروح القدس ممكن أن يلمس قلوب
أشخاص، لم تتوقع أنت يومًا أن يعمل الله من خلالهم، فعلينا أن نمنح الآخرين فرصة
ليفهموا حقيقة دعوتهم، كما منحها يسوع لنيقوديموس.
القس
أفرام كليانا دنخا