أرادن وكل صبنا :: Araden and all Sapna

عزيزي الزائر الكريم ... انت لم تقم بتسجيل دخول بعد ، انقر على الدخول..
او على التسجيل ان لم تكن بعد مسجل كعضو في منتديات ارادن وكل صبنا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

أرادن وكل صبنا :: Araden and all Sapna

عزيزي الزائر الكريم ... انت لم تقم بتسجيل دخول بعد ، انقر على الدخول..
او على التسجيل ان لم تكن بعد مسجل كعضو في منتديات ارادن وكل صبنا

أرادن وكل صبنا :: Araden and all Sapna

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
أرادن وكل صبنا :: Araden and all Sapna

أهلا وسهلا بكم

اهلا وسهلا بكم في منتديات أرادن وكل صبنا 

    عبد الكريم قاسم في يومه الاخير(الحلقة الثالثة)

    فوزي شموئيل بولص الارادني
    فوزي شموئيل بولص الارادني
    المشرف العام
    المشرف العام


    ذكر عدد الرسائل : 11750
    العمر : 61
    الدولة : المانيا /Bad kreuznach
    الدولة : 0
    تاريخ التسجيل : 07/10/2007

    عبد الكريم قاسم في يومه الاخير(الحلقة الثالثة) Empty عبد الكريم قاسم في يومه الاخير(الحلقة الثالثة)

    مُساهمة من طرف فوزي شموئيل بولص الارادني الأحد ديسمبر 23, 2007 5:01 pm

    عبد الكريم قاسم في يومــه الأخير الحلقة الثالثة




    Dec 8, 2003
    بقلم: د. عقيل الناصري



    "انكم تستطيعون قتلي غير أن اسمي سيظل خالداً في تاريخ الشعب العراقي" (عبد الكريم قاسم)

    رغم مرور أربعين عاماً علي رحيل الزعيم
    عبد الكريم قاسم أول رئيس وزراء عسكري في العهد الجمهوري الأول بعد سقوط الملكية في
    14 تموز (يوليو) 1958، فانه ما زال من أكثر الزعامات السياسية العراقية
    مثاراً للجدل في مختلف التوجهات والتيارات العراقية المتعددة..
    وإذا لم يكن هناك خلاف حول وطنية قاسم، فقد تبادلت الاراء والافكار حول
    مواقفه السياسية في ظرف كان البلد يفور بالمعتقدات القومية واليسارية
    والدينية.
    كتاب عبد الكريم قاسم في يوميه الأخير محاولة من الكاتب د. عقيل الناصري القاء الضوء علي زعامة عبد الكريم قاسم.
    (الزمان) تقدم لقرائها فصولا من هذا الكتاب من دون أن يعبر ما جاء فيه عن رأي الجريدة.

    - ما زال السؤال مستمراً: من ترأس محاكمة الزعيم؟
    - حوار اللحظات الأخيرة بين قادة انقلاب شباط وعبد الكريم قاسم

    ان ما خططت الثورة إلي بلوغه يفوق ما كان يتوارد في ذهن وأفكار الجادرجي
    وحتي بقية أحزاب جبهة الاتحاد الوطني. مما أدي بها إلي اللهاث إما وراء
    برنامج الثورة، وإما طرح برامج علي يسارها، حتي أنها لا تتناسب والظروف
    الحسية التي سادت آنذاك). والأنكي من ذلك أن الجواهري الكبير قد تشفي
    باغتيال الزعيم قاسم، معبراً عن ذك، عندما نعي غراب البين في الوطن
    المنكوب إعدامه الحياة بالقول:
    (ففي صحوة من يوم 8 شباط (فبراير) كان السيد عزيز الحاج يتصل بيّ،
    ليفاجئني بأنه قد انتهي كل شيء، وقبل أن يتم كلمة مصرع عبد الكريم قاسم
    وبكل اندفاع وجدتني أقول له وكلمتي تختلط بكلمته: (بشرك الله بالخير سأسرج
    الشموع).
    ومن ركام هذه الرؤي ــ رؤي المنافي والتأمل الموضوعي ونزاهة البحث
    واضمحلال الضغائن وهدوئها النسبي عن عبد الكريم قاسم ودوره، تبرز ظاهرة
    جديدة في مقارعة الاستبداد والاستلاب، تتمحور حول إعادة الاعتبار لشخصية
    الزعيم قاسم والتماثل وإياها، كذات سلوكية وكمشروع بنائي، استمد مكوناته
    الأساسية من واقعية الواقع العراقي، بكل ما في الكلمة من معني. لقد أصبحت
    هذه الشخصية موضوعة رمزية في محاربة حكومات التسلط والاغتراب القائمة من
    خلال المقارنة العملية أو الفعل السياسي معها. تجلت إحدي مظاهره في مدن
    العراق بالكتابة علي الجدران عبارات تمجد الشهيد عبد الكريم قاسم ، وتؤلف
    وحدات قتالية في الاهوار باسم (كتيبة الشهيد عبد الكريم قاسم) وتكوين
    تنظيمات سياسية عفوية. هذه الظاهرة تكشف عن ذلك التناغم المتبادل بين قاسم
    وبين قاعدته الشعبية، حيث أمسي احدي وسائل تحديها لعنف السلطة، كمفردة
    ثرية تعيش في مكونات الذاكرة الحية للشعب العراقي.
    لقد أرخ كثير وقائع اليوم الأخير من حياة عبد الكريم قاسم، بصورةٍ مباشرة
    أوغير مباشرة، ضمن كتاباتهم عن انقلاب 8 شباط (فبراير) (التاسع
    والثلاثين)، والأغلبية المطلقة منهم كانوا غير موضوعيين، لأنهم بالأساس من
    خصومه السياسيين أو الفكريين، وكان بعضهم مساهماً في المحاولات الانقلابية
    ضده أو من ساهم في الحكم عليه بإعدام الحياة، وبالتالي فإن ما تم عرضه من
    قبلهم، وما تم استشفافه من أدب مذكراتهم كان يُمثل :
    ــ رؤي ذاتوية /انوية، عكست فلسفتهم ومكونات قيمهم المعرفية والحضارية
    إزاء العراق المستقبلي والموقف من عبد الكريم قاسم ومكونات مشروعه.
    ــ كانت بعيدة عن الموضوعية ويعوزها المنطق العلمي ومنقطعة عن سياقها التاريخي ومتسمة بالعنت الأيديولوجي.
    ــ كانت مقتضبة وتخفي عمداً كثيراً من الوقائع والمشاهد والحوارات،
    بالإضافة إلي تناقضها. حتي بلغ بهم الحال إلي أن يُكذب بعضهم بعضاً الآخر.

    من ترأس المحكمة؟
    فلو أخذنا علي سبيل المثال، موضوعة من ترأس (المحكمة) التي حاكمت الزعيم
    قاسم ورفاقه يوم 9 شباط (فبراير)، لرأينا أن : أحدهم يقول أن أحمد حسن
    البكر التكريتي ترأسها، وآخر أدعي طاهر يحيي التكريتي، وثالث ذكر أن عبد
    الغني الراوي ترأس المحكمة، ورابع قال لا هذا ولا ذاك، فقد تألف مجلس عرفي
    عسكري، أما الخامس فكان من شهود الصمت الصامتين، وعندما نطق كذبهم
    جميعاً.... وقال ان (المحكمة... تشكلت علي الورق لإخراج أمر إعدامهم
    قانونياً).
    ــ لم يقتصر التناقض علي سرد الحدث فحسب، بل كان في المضمون والشكل،
    اللذين أخذا يتغيران بتغير الظروف المكانية والزمانية. إذ سمحوا لأنفسهم،
    بين فترة وأخري وحسب طبيعة الحاكم وذاتوية الكاتب، بالتصرف في نصوص
    الوقائع وعرضها بشكل مشوه ومقصود، حيث أسقطوا بصورة تعسفية النصوص التي لا
    تتلاءم ومآربهم السياسية، أو/ وأبرزوا أحداثاً ثانوية مهملين الرئيسة، ما
    بالك بالرئيسة منها. حتي إن بعضهم اختلق وقائع غير صحيحة بالمرة، كما هو
    الحال بالنسبة إلي المؤرخ العسكري محمود شيت خطاب وخير الله طلفاح ويونس
    بحري وغيرهم.
    ــ كانوا تبريرين في كتاباتهم لتلك الوقائع. وحتي عندما (يختلفون
    ويتصادمون ويتركون أحزابهم وينتقلون إلي حركات تعد العراقي بالديمقراطية
    والتعددية، ويكتبون مذكراتهم بعد ما يزيد علي ربع القرن من معايشة آخرين
    من خارج غيتو الحزب ويسمعون آراء شتي بما فيها آراء خصومهم)، ومع ذلك
    يقوّمون الوقائع والأحداث بتبريرات لا تستقيم مع الموضوعية والمنطق.

    المضامين الحقيقية
    ــ لقد حرص الأغلب المطلق من الذين أرخوا أو ساهموا في وقائع اليوم الأخير
    من حياة عبد الكريم قاسم، علي عدم نقل المضامين الحقيقية للحوارات، وخاصة
    تلك التي أدلي بها الزعيم ورفاقه، سواء تلك التي جرت أثناء المعركة
    الأخيرة، أو عند اتصالاته الهاتفية بقيادة الانقلابين في مقرهم في
    الإذاعة، أو قبيل إعدامهم الحياة في المكان ذاته. وإذا أجبرتهم ضرورة
    الحديث، فانهم يوردونها بصورةٍ غير مترابطة منطقياً ومنزوعة عن سياقها
    العام. لقد عبروا بهذا الأسلوب، في الوقت ذاته، عن هزيمتهم، كذات وفكرة،
    إزاء العبء الذي مثلته شعبية قاسم، حيث لم يستطيعوا التماثل وإياها، لذا
    حاولوا المساس بها بغية طمسها.
    ومع كل ذلك نتلمس كثيراً من الحقائق من خلال عرضهم للحدث ومجرياته، ومن
    انسيابية جداول الاعترافات المتأخرة، أو من عفوية زلة اللسان، التي يمكن
    العثور عليها في هذه الشاهدة أو تلك، لدي هذا الباحث أو ذاك، ما بين سطور
    هذه المذكرات أو تلك البيانات، أو من خلال تراكم الحقائق التي كشفها
    الصراع علي السلطة ما بعد رحيل تموز/ قاسم، وخاصةً من الذين خرجوا من جيتو
    الانتماءات الضيقة، أو من خلال التصريحات التي قيلت خارج جغرافية القمع
    والاستلاب، وأخيراً من تلك الوثائق التي نشرتها بعض الدول الغربية، بعد
    رفع السرية عنها.
    وتأسيساً علي ذلك وانطلاقاَ من أن رسالة الباحث (الأساسية في مواجهة
    النسيان، هي الحفاظ علي الوعي، ومقاومة النسيان وقهره) سنحاول في دراستنا
    هذه، إعادة تلمس حقائق وقائع اليوم الأخير من حياة عبد الكريم قاسم، بعد
    تفكيكها وإعادة تركيبها بغية استخلاص المعاني والعبر، ولنفسح المجال أمام
    القراءة الواعية والمسؤولة للحدث ونتائجه، وبكل شخوصه الإيجابية والسلبية،
    الواقعية من غيرها، التاريخية وتأثيراتها المستقبلية علي البلد وتطلعاته
    نحو الأرحب. من خلال منهج تحليلي يرنو نحو امتلاك ماهية الوقائع و سبر
    أغوارها، مع ما أمكن من إعادة تفسيرها وإيضاح دوافعها وحقيقتها المتباينة
    عن الخطاب السياسي المقترن بها. من أجل مشروع كامل لإنصاف هذا الرجل ونفض
    غبار النسيان عن حقيقته وماهيته، التي حاولت ولا تزال حكومات العراق
    المتعاقبة طمسها.

    تجربة وطنية غنية
    إذ (لم يُظلم زعيم وطني عراقي مخلص لشعبه ووطنه وللقضايا العربية كما ظلم
    عبد الكريم قاسم، غير أنه لم يكن ملاكاً أو قديساً وله مسئوليته في تدهور
    الأوضاع السياسية آنذاك...)، وكذلك باعتباره مؤسس الجمهورية، وشخصية
    سياسية قيادية ذات نكهة عراقية خاصة، مثلت تجربته، واحدة من أغني التجارب
    الوطنية في العالم الثالث في حينها وفي المنطقة العربية علي وجه الخصوص،
    والتي استحقت، موضوعياً، أن تكون (الثورة الحقيقية الوحيدة في العالم
    العربي) كما شخصها المستشرق الفرنسي مكسيم رودنسون. يزيدها ُبعداً أخلاقيا
    ومبدئياً، كونها انطلقت من فكرة، عبر عنها قاسم ذاته بالقول:
    أن (خدمة الشعب غاية بحد ذاتها) ويجب أن تُدرَك بكل السبل.
    كما سنحاول في هذه الدراسة رسم وتحديد ومن ثم تحليل أبعاد اللوحة
    التراجيديا، التي رافقت بدء الانقلاب التاسع والثلاثين، في يوميه الأولين
    والتركيز عليهما، باعتبارهما أطول يومين في تاريخ العراق المعاصر لغاية
    النصف الأول من القرن الماضي، كما أنهما أرّخا نهاية المطاف لمرحلة
    الجمهورية الأولي وإعدام الحياة لمؤسسها، وما ترتب عليهما من تغيرات سلبية
    أطالت الواقع الاقتصادي/ السياسي للعراق وتعطل البناء المادي لأسس المجتمع
    المدني الذي شرعت الجمهورية الأولي السير فيه، وما آل إليه واقع العراق
    الحالي، كما أثرت في عموم المنطقة والصراع المركزي فيها آنذاك.
    ستتطرق الدراسة في البدء إلي إلقاء الضوء، كمحاولة اقترابية، علي جذور
    الحركة الانقلابية في عراق القرن العشرين ومحاولة معرفة مسبباتها وسماتها
    العنفية، كممارسة مادية وثقافية عملية. ثم نتعقب بالرصد والتحليل بدايات
    الانقلابات العسكرية، من خلال مرحلتين رئيستين للفترة 1921 ولغاية 1963،
    وهما:
    ــ مرحلة الثلاثينيات 1936 ــ1941 (بدءاً من انقلاب بكر صدقي ولغاية حركة مايس 1941).
    ــ المرحلة التموزية/ القاسمية (تموز 1958، ولغاية انتهاء الجمهورية الأولي ــ 8 شباط (فبراير) عام 1963).
    لقد تميزت المرحلة الثانية بكثافة المحاولات الانقلابية حتي بلغت 39
    محاولة، وبمعدل حسابي بسيط فقد كانت هنالك محاولة كل 43 يوماً. هذه
    الكثافة الكمية التي قل نظيرها في دول المنطقة، ستضع القارئ والمتتبع أمام
    سؤال كبير مضمونه.. لماذا هذا الكم الوفير من المحاولات الانقلابية؟ وما
    هي مسبباتها؟ وما طبيعة القوي المساهمة فيها؟ أو تلك التي وقفت ضدها؟...
    الخ من الاستفهامات التي تشتق منها والتي لها علاقة بدول الجوار والمراكز
    الرأسمالية العالمية. وهذا ما سنحاول الإجابة عليها قدر الإمكان. وسوف
    نعقب ذلك بقراءة تحليلية لأهم هذه المحاولات الانقلابية، والقوي المشاركة
    فيها.. بغية فهم الظاهرة ونتائجها وصولاً إلي كبح مقوماتها وثقافتها،
    لنؤسس علي أجداثها تعبيد الطريق السلمي لتداول السلطة ضمن الآلية
    الديمقراطية.
    بعد ذلك نحاول دراسة اليوم الأخير من حياة الزعيم قاسم. إذ سنلقي الضوء في
    البدء علي مسارات الانقلاب والشارع المؤيد له، ثم نتلمس ثنايا البيان
    الأول ونحلله وبيان الإبادة (رقم 13) ودوافعه.. لنعطف بعد ذلك إلي معرفة
    سير الزمن بالنسبة إلي شخصية قاسم/ كمركز للحدث، وكيفية تصديه للانقلاب
    ومسببات إخفاقه وموقف القوي المؤيدة له.. لنتابع وقائع معركة وزارة
    الدفاع، ثم التطرق إلي المفاوضات التي جرت بينه وبين قوي الانقلاب أثناء
    ذلك الوقت.
    سنقف بعدها بصورةٍ تفصيلية علي ما أُطلق عليه اسم (المحاكمة)، ليس كمفردة
    قانونية / حقوقية، بل كحوار مبتور جري في قاعة مغلقة (24). إذ سنلقي الضوء
    علي مسارات هذا الحوار الذي تم بين بعض قادة الانقلاب وعبد الكريم قاسم،
    والذي دام أقل من نصف ساعة، علي أبعد تقدير، وهو الذي اعتبروه بمثابة
    (المحاكمة)، وما هو جوهره وما موقف عبد الكريم قاسم ورفاقه قبيل إعدامهم
    الحياة، ومن أصدر هذا الحكم ومن هم المنفذون، ومدي تطابق هذه الموضوعة
    ومقولة المحكمة، ولنسأل التاريخ وشهود إثبات النفي، آنذاك، هل كانت هناك
    حقا ًمحكمة؟
    لنختم الموضوع بجملة من التساؤلات التي تفرض نفسها بنفسها، منطلقين من تساؤل سبق وأن طُرح وبعنوان كبير.. لماذا قتلنا الزعيم؟
    وألحقت بالدراسة ملاحق عديدة تكمل رسم لوحة الوقائع وصيرورتها الزمنية،
    مشيراً إلي جملة من الدلالات التي قيلت بحق الزعيم قاسم، باعتبارها جزءاً
    من التاريخ الذي تجلي بسطوع ليصبح (شاهد من شهود الحق).

    تقصي موضوعي للحقائق
    وتأسيساً علي ذلك فإن دراستنا هذه تعتبر من خارج سرب الكتاب السلطويين
    شكلاً ومضموناً، وقد تطلبت منا جهداً ومثابرةً دقيقين، في الوقت ذاته تطلب
    من القارئ صبراً، ومن جميعنا الأناة. إذ تقتضي الحقيقة التقصي الموضوعي
    وكبح النفس من فرض تفسيراتها الذاتوية علي الموضوع، وإن كنا غير معنيين
    إلي حدٍ كبير بأن نكتب بروح حيادية مجردة في مثل هذا الموضوع، في الوقت
    نفسه أننا هنا لا نكتب بفكر ومنهج إيماني ثنائي، ضمن معادلة جيد/ سيئ،
    طالما إن التاريخ هو حصيلة التداخل الذاتي بالموضوعي، المرغوب بالمفروض
    والخيالي بالواقعي.
    وعليه حاولنا، ما أمكن، من رصد الواقع وعكسه بحذافيره ونقد العقل المُكون والممارس للظاهرة العنفية، من منطلق إن:
    (الشعوب الحية تكتب تاريخها من غير تجاوز علي حقيقة الحدث الواقع، وعندما
    تدون وقائع حياتها... فإنها تلزم الدقة والحذر في سرد تلك الوقائع
    وتعليلها وتسجيلها حتي لا يتسرب الغرور إلي أجيالها ورثة إنجازاتها
    الحضارية، وهي محايدة فيما تسطرمن تفصيلات متعلقة بحركة تطورها وبمجموع
    إبداعاتها وإسهاماتها وتشخص انكساراتها وسلبيتها لتبني مسيرتها المستقبلية
    بوعي، مستفيدة من دروس ماضيها وواقع حاضرها، وهي لا تخجل من ذكر خيباتها
    وارتكاساتها... وصار تدوين وقائع الحياة العامة مسؤولية يقتضي القيام بها
    التحري العلمي الدقيق لتفصيلات الوقائع والمجريات، وصارت مهمة المؤرخ
    دقيقة وصعبة بحيث أنها فرضت عليه التثبت والتحقق من كل ما يطرحه، حتي لا
    يضلل الحقيقة ويكتب بصدقية في الوقت ذاته.سواء أكانت كتابته في مصلحة
    الجماعة التي ينتمي إليها أم ضدها...). وعلي هذا النهج سنحاول السير في
    تدوين وقائع اليوم الأخير من حياة عبد الكريم قاسم، وانقلاب شباط (فبراير)
    عام 1963. وفي الوقت نفسه سوف نلتزم بـ: (تجنب ثلاثة مزالق هي من بقايا
    العنت الأيديولوجي: التقديس المفرط أو التدنيس المفرط، وثانيهما اعتبار
    البحث ناجزاً أو اعتباره نافلاً، وثالثاً إجلال الشعارات والكليشهات محل
    الوقائع الثرة المتشابكة).

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مارس 28, 2024 6:23 pm