الرسالة في حياتنا المكرسة
ان حياتنا الرهبانية والكهنوتية، اذا عشناها بالأمانة للروح القدس، كانت بطبيعتها عملاً من أعمال الملكوت الذي يرجى من جهة ويتحقق منذ الآن في الكنيسة الى أن يكتمل عندما يكون الله كلاً في الكل."1قو 15/28."
يواصل المسيح عمله ألخلاصي في قلب كل إنسان يسعى إلى تحقيق ذاته. فكل جهد يبذله الانسان ليزداد إنسانية وأخوّة يعد تحقيقاً للملكوت. وتستنير رسالتنا بنور هذه الحقيقة. فلا شيء يمتُّ الانسان بصلة، هو غريبٌ عنا، لا سيما ان كان موضوع حب مفضّل من قبل الأب، أي كل حالة ضعف أو فقر أو عَوَز." المجمع الفاتكاني 2 فرح ورجاء."
يقوم جهدنا الأول على انفتاحنا الدائم على حاجات أخوتنا ونداءاتهم. فلنسهر على مقاومة كل استسلام لتمركز والانطواء داخل أديرتنا ومؤسساتنا. ولما كانت هذه قد جُعلت للإنسان فلا ينبغي أن تنقلب عليه. وهذا الاهتمام بما هو للإنسان يذكّرنا دائماً، من خلال وجهه الزمني، بحقيقة مداه الروحي الذي في سبيل تعزيزه يجب أن نعمل بإيمان ورقّة واحترام.
لنضع في خدمة أخوتنا جميع طاقاتنا وإمكانياتنا، عالمين بأن كل خصب رسولي هو من الله. يحثّنا جوهر رسالتنا أن نعمل على اكتساب ما يلزم من الكفاءات لنكون على مستوى المهمة.
الأعمال الرسولية هي مهمتنا جميعاً، ودليل ذلك بذل الجهد في تبادل الاختبارات ومقاسمة المسؤوليات. ويدخل العمل الخلاص بكل واحد منا في أيطار العمل المشترك مستنداً قوته من المسعى الشامل في صميمه يعمل المسيح.
لذلك فكل عمل رسولي صحيح يتمّ في الطاعة والصلة بالذين تسلّموا في الكنيسة تفويضاً وسلطةً في سبيل توحيد الجَسَد. وتأتي الطاعة للروح القدس في المقدّمة، فهو يُفجِّر الحياة في قلب المؤسسات البشرية. وهذه الحياة هي تواصل، وتجدّد دائم.
إننا، وان كنا مصغيين دوماً إلى نداءات جديدة، فنحن نعطي الأولوية للتعليم المسيحي والتربية والعون الراعوي والعمل الاجتماعي والرعاية الصحية. وللخيار بين الأعمال الرسولية التي تطلبها منا الكنائس المحلية، لا ننظر الى ما فيها من لذّة أو مجرد سهولة، أو ما تعوّدناه من أعمال، بل نذهب، ضمن حدود وسائلنا، الى ما يلبّي ما هو أمسّ حاجة أو الى من هُم في ضيقٍ أشدّ، ضمن الخطّة الخاصة بدعوتنا في الكنيسة. على أنه لا ينبغي أن تُنسينا الامور الأمسّ حاجة ما هناك من خير أعمّ وأطول مدى. ويعود الى الرئاسة الكنسية أن تميّز في الكنيسة من الالتزامات الرسولية.
على الرئاسة الكنسية أن تنشيء، هيئات مختصّة مستمرة، من أجل الوصول الى نظرة مستقبلية أوفر دقة.
النشاطات الرسولية
ان مهمتنا الرسولية هي أن نشهد لرسالة الإنجيل وإبلاغها. وتتنوع بتنوع مواهب الأشخاص واحتياجات أخوتنا.
تعليم مسيحي وراعويَّة
يبقى التعليم المسيحي، وهو أول رسالة تفرَّغت لها رهبانياتنا، الصورة المميزة لعملنا في خدمة الإنجيل، سواء مارسناه في الأوساط المهملة أو العائلات أم في مراكز التربية الدينية.
ولكي يجسّد التعليم المسيحي هذه الرسالة الإنجيلية، لا بد لنا من أن نعني بالأمور التالية:
أ- أن نعرف الأشخاص الذين نوجّه اليهم كلامنا ونتفهّم بيئتهم والذهنية التي هم مشبعون بها.
ب- أن نتهيأ لهذه المهمة الرسولية بتنشئة ايمانية وتربوية عميقة وجدّية.
ج- أن نساعد على قيام معلمين للتعليم المسيحي وإعدادهم بحيث يصبح ممكناً أن يلقى سر
المسيح قبولاً لدى مختلف الأعمار وفي كل البيئات.
لنهتم بأن نحصل على معرفة كافية بروحانية المشرق المسيحي وتراثه، كما بمعتقدات وتقاليد غير المسيحيين، من أجل حوار أفضل.
لنعمل على تعزيز التعليم المسيحي في القرى والأماكن البعيدة. امانةً لتقاليد الكنيسة التي
أكبَّت منذ نشأتها على هذا النوع من الرسالة. ولا بد من اعداد كوادر لهذا العمل
وتزويدهم بالوسائل المناسبة لرسالتهم.
الخدمة الراعَويَّة
أ- من باب الأمانة لتوجهات الكنيسة، نعطي الأولوية، كلما كان الأمر ممكناً، لدمج رسالتنا في راعوية إجمالية، بروح التعاون مع الكنيسة المحلية.
ب- ونندمج أيضاً بحياة الرعية بمشاركة ديناميّة في الحياة الليتورجية، وفي انعاش
الرعيّة من مختلف النواحي الدينية والثقافية والاجتماعية.
ج- يجب أن تكون أعمالنا كلها مراكز انعاش وتنوير للايمان، منفتحة على حاجات البيئة،
وساعية لايجاد الوسائل المناسبة لتبليغ رسالة الإله الحي.
العمل الاجتماعي
ان الرسالة الاجتماعية هي من ابعاد عمل رهبانيانتا الرسولي، فهي تنتبه لحاجات الانسان
بالتزام فعلي في سبيل نموّه المتكامل وتحقيق كرامته الإنسانية.
تمارس هذه الرسالة بواسطة:
- شهادة حضور ومقاسمة ظروف الحياة.
- التضامن مع الطبقات الكادحة.
ولكي يشمل العمل الاجتماعي كل أنواع الرسالة، يقتضي تخصصاً لا يقتصر على المؤهلات وحسب، بل يتطلب أيضاً استعداداً راسخاً ومطابقاً للحاجة وروحاً رهبانية عالية.
العمل التربوي
تجاوبا مع رغبة الكنيسة، نعطي للتربية من خلال التعليم مكانة مرموقة، ولا نذخر وسعاً لكي تكون مناهجنا التربوية في مستوى تطلعات العصر، مع التزوّد بوسائل العمل الملائمة.
ولأننا على يقين بأن التربية لا تتحقّق الاّ بعمل مشترك بين مراكز التعليم والعائلة، فاننا نعنى بالتأكيد على التعاون بيننا وبين المربّين والطلاب.
لنتعاون بطيبة خاطر، على الصعيد الوطني والاقليمي، مع مؤسسات التربية والتعليم.
محاضرة قدمتها في لقاء المرأة في كنيسة مار ايليا في عنكاوا
الاخت مركريت قلب يسوع
ان حياتنا الرهبانية والكهنوتية، اذا عشناها بالأمانة للروح القدس، كانت بطبيعتها عملاً من أعمال الملكوت الذي يرجى من جهة ويتحقق منذ الآن في الكنيسة الى أن يكتمل عندما يكون الله كلاً في الكل."1قو 15/28."
يواصل المسيح عمله ألخلاصي في قلب كل إنسان يسعى إلى تحقيق ذاته. فكل جهد يبذله الانسان ليزداد إنسانية وأخوّة يعد تحقيقاً للملكوت. وتستنير رسالتنا بنور هذه الحقيقة. فلا شيء يمتُّ الانسان بصلة، هو غريبٌ عنا، لا سيما ان كان موضوع حب مفضّل من قبل الأب، أي كل حالة ضعف أو فقر أو عَوَز." المجمع الفاتكاني 2 فرح ورجاء."
يقوم جهدنا الأول على انفتاحنا الدائم على حاجات أخوتنا ونداءاتهم. فلنسهر على مقاومة كل استسلام لتمركز والانطواء داخل أديرتنا ومؤسساتنا. ولما كانت هذه قد جُعلت للإنسان فلا ينبغي أن تنقلب عليه. وهذا الاهتمام بما هو للإنسان يذكّرنا دائماً، من خلال وجهه الزمني، بحقيقة مداه الروحي الذي في سبيل تعزيزه يجب أن نعمل بإيمان ورقّة واحترام.
لنضع في خدمة أخوتنا جميع طاقاتنا وإمكانياتنا، عالمين بأن كل خصب رسولي هو من الله. يحثّنا جوهر رسالتنا أن نعمل على اكتساب ما يلزم من الكفاءات لنكون على مستوى المهمة.
الأعمال الرسولية هي مهمتنا جميعاً، ودليل ذلك بذل الجهد في تبادل الاختبارات ومقاسمة المسؤوليات. ويدخل العمل الخلاص بكل واحد منا في أيطار العمل المشترك مستنداً قوته من المسعى الشامل في صميمه يعمل المسيح.
لذلك فكل عمل رسولي صحيح يتمّ في الطاعة والصلة بالذين تسلّموا في الكنيسة تفويضاً وسلطةً في سبيل توحيد الجَسَد. وتأتي الطاعة للروح القدس في المقدّمة، فهو يُفجِّر الحياة في قلب المؤسسات البشرية. وهذه الحياة هي تواصل، وتجدّد دائم.
إننا، وان كنا مصغيين دوماً إلى نداءات جديدة، فنحن نعطي الأولوية للتعليم المسيحي والتربية والعون الراعوي والعمل الاجتماعي والرعاية الصحية. وللخيار بين الأعمال الرسولية التي تطلبها منا الكنائس المحلية، لا ننظر الى ما فيها من لذّة أو مجرد سهولة، أو ما تعوّدناه من أعمال، بل نذهب، ضمن حدود وسائلنا، الى ما يلبّي ما هو أمسّ حاجة أو الى من هُم في ضيقٍ أشدّ، ضمن الخطّة الخاصة بدعوتنا في الكنيسة. على أنه لا ينبغي أن تُنسينا الامور الأمسّ حاجة ما هناك من خير أعمّ وأطول مدى. ويعود الى الرئاسة الكنسية أن تميّز في الكنيسة من الالتزامات الرسولية.
على الرئاسة الكنسية أن تنشيء، هيئات مختصّة مستمرة، من أجل الوصول الى نظرة مستقبلية أوفر دقة.
النشاطات الرسولية
ان مهمتنا الرسولية هي أن نشهد لرسالة الإنجيل وإبلاغها. وتتنوع بتنوع مواهب الأشخاص واحتياجات أخوتنا.
تعليم مسيحي وراعويَّة
يبقى التعليم المسيحي، وهو أول رسالة تفرَّغت لها رهبانياتنا، الصورة المميزة لعملنا في خدمة الإنجيل، سواء مارسناه في الأوساط المهملة أو العائلات أم في مراكز التربية الدينية.
ولكي يجسّد التعليم المسيحي هذه الرسالة الإنجيلية، لا بد لنا من أن نعني بالأمور التالية:
أ- أن نعرف الأشخاص الذين نوجّه اليهم كلامنا ونتفهّم بيئتهم والذهنية التي هم مشبعون بها.
ب- أن نتهيأ لهذه المهمة الرسولية بتنشئة ايمانية وتربوية عميقة وجدّية.
ج- أن نساعد على قيام معلمين للتعليم المسيحي وإعدادهم بحيث يصبح ممكناً أن يلقى سر
المسيح قبولاً لدى مختلف الأعمار وفي كل البيئات.
لنهتم بأن نحصل على معرفة كافية بروحانية المشرق المسيحي وتراثه، كما بمعتقدات وتقاليد غير المسيحيين، من أجل حوار أفضل.
لنعمل على تعزيز التعليم المسيحي في القرى والأماكن البعيدة. امانةً لتقاليد الكنيسة التي
أكبَّت منذ نشأتها على هذا النوع من الرسالة. ولا بد من اعداد كوادر لهذا العمل
وتزويدهم بالوسائل المناسبة لرسالتهم.
الخدمة الراعَويَّة
أ- من باب الأمانة لتوجهات الكنيسة، نعطي الأولوية، كلما كان الأمر ممكناً، لدمج رسالتنا في راعوية إجمالية، بروح التعاون مع الكنيسة المحلية.
ب- ونندمج أيضاً بحياة الرعية بمشاركة ديناميّة في الحياة الليتورجية، وفي انعاش
الرعيّة من مختلف النواحي الدينية والثقافية والاجتماعية.
ج- يجب أن تكون أعمالنا كلها مراكز انعاش وتنوير للايمان، منفتحة على حاجات البيئة،
وساعية لايجاد الوسائل المناسبة لتبليغ رسالة الإله الحي.
العمل الاجتماعي
ان الرسالة الاجتماعية هي من ابعاد عمل رهبانيانتا الرسولي، فهي تنتبه لحاجات الانسان
بالتزام فعلي في سبيل نموّه المتكامل وتحقيق كرامته الإنسانية.
تمارس هذه الرسالة بواسطة:
- شهادة حضور ومقاسمة ظروف الحياة.
- التضامن مع الطبقات الكادحة.
ولكي يشمل العمل الاجتماعي كل أنواع الرسالة، يقتضي تخصصاً لا يقتصر على المؤهلات وحسب، بل يتطلب أيضاً استعداداً راسخاً ومطابقاً للحاجة وروحاً رهبانية عالية.
العمل التربوي
تجاوبا مع رغبة الكنيسة، نعطي للتربية من خلال التعليم مكانة مرموقة، ولا نذخر وسعاً لكي تكون مناهجنا التربوية في مستوى تطلعات العصر، مع التزوّد بوسائل العمل الملائمة.
ولأننا على يقين بأن التربية لا تتحقّق الاّ بعمل مشترك بين مراكز التعليم والعائلة، فاننا نعنى بالتأكيد على التعاون بيننا وبين المربّين والطلاب.
لنتعاون بطيبة خاطر، على الصعيد الوطني والاقليمي، مع مؤسسات التربية والتعليم.
محاضرة قدمتها في لقاء المرأة في كنيسة مار ايليا في عنكاوا
الاخت مركريت قلب يسوع