موعظة الأحد الثالث من موسى (السنة الثانية)
النص: (متى23:8-27) يسوع يهدئ العاصفة
مرة أُخرى نرى يسوع يوبخ التلاميذ على قلة إيمانهم، لقد شعروا بالخوف والارتباك والقلق رغم وجوده معهم. توبيخ يسوع للتلاميذ، موجه لنا نحن اليوم، فكثيرًا ما ننسى نحن أيضًا بأن يسوع معنا، كثيرًا ما نعيش الإيمان بطريقة سطحية، ونرد صلواتنا بطريقة روتينية، بدون روح الإيمان. إننا في أغلب الأحيان نريد أن يسير العالم بحسب مشيئتنا، لا بحسب مشيئة الله.
لذا إنجيل اليوم، يدعونا في حقيقة الأمر لإعادة النظر في حياتنا الإيمانية، وكيف يمكن لهذه الحياة أن تكون لا إبرازًا لقوتنا وعظمتنا، بل لإعلان مجد الله في العالم أجمع... هكذا نجد التلاميذ ينظرون من حولهم فقط، فرأوا المخاطر، ونظروا إلى داخلهم ورأوا الخوف، ولكنهم فشلوا في النظر إلى أعلى بالإيمان ليروا الله الحاضر فيما بينهم.
لا ينبغِ علينا اليوم أن ننظر إلى هذه المعجزة التي أظهرت سيادة يسوع على الطبيعة، على أنها محاولة من يسوع ليُظهر قوته ومجده للتلاميذ فحسب، وإنما هي من أجل تقوية الإيمان في قلوب التلاميذ.
إنها حدث يجعلنا أن ننزع عن عيوننا سحابة الشك والقلق، لكي ننظر إلى الله كالأب المدافع والمحافظ على أبنائه رغم كل الظروف. لذا علينا أن نفهم ونتذكر بأن الإيمان والخوف لا يمكن أن يسكنا معًا في قلب واحد.. فالمؤمن الحقيقي هو الذي يُسلم كل شيء بيد الله، فهو وحده القادر على خلاص الإنسان.. وأن نفسر الأحداث من حولنا على أنها دعوة للإنسان، ليُدرك حقيقة الشر الذي سيطر على قلبه، وليُحاول العودة إلى الله بفرح وصمت.
القس
أفرام كليانا دنخا
18/10/2008
[/b]