موعظة عيد الصليب المقدس (السنة الثانية)
النص: (متى24:16-28) ما يُطلب من أتباع يسوع
يضعنا التقليد الكنسي أمام أربعة أسباب لإكرام الصليب المقدس، الأول هو ظهور الصليب لقسطنطين الملك محاطًا بأحرف من نور (بهذه العلامة تنتصر)، والثاني هو اكتشاف القديسة هيلانة لبقايا الصليب المقدس، والثالث هو تدشين كنيسة القيامة، والرابع هو ذكرى انتصار الإمبراطور هرقل على الفرس وإعادة الصليب بعد أن كانوا قد نهبوه، وكان المؤمنون يُشعلون النار على التلال والجبال لاستقبال الصليب والتبرك به، واستمرت هذه العادة إلى أيامنا. فلماذا هذا الإكرام؟ وما معنى الصليب؟
الصليب بشكله، هو علاقة، علاقة الإنسان بالله عموديًا، وعلاقة الإنسان بأخيه الإنسان أفقيًا، وعندما تتحقق هذه العلاقة ويعيشها المؤمن بكل أبعادها، نتحد فعلاً مع شخص المصلوب.
الصليب، هو علامة احتضان الله للبشرية أجمع، وهذا الاحتضان لكي يتم لا بد أن يُفرغ الإنسان ذاته أمام الله، أو كما يقول يسوع أن يتخلى الإنسان عن ذاته، أن يُهيئ مكانًا لله، من خلال السيطرة على رغباته الدفينة، والتي تكون في أغلب الأحيان عائقًا بوجه الاتحاد مع الله.
أن تحمل صليبًا فهذا ليس افتخارًا فحسب، بل هو أولاً وقبل كل شيء مسؤولية عظيمة. نعم، الصليب هو ليس فقط علامة بل مسؤولية، على من يقبلها أن يحمل صليبه حتى النهاية رغم كل الصعاب. هكذا تحمل ربنا ثقل الصليب حتى الموت على قمة الجلجلة، ونحن اليوم مدعوين لنحمل صلبان حياتنا، أن نتحمل مسؤوليتنا تجاه إخوتنا كبشر أولاً وكمسيحيين ثانيًا.
قضية الصليب، لا يمكن أن يفهمها إلاّ من حمل الصليب فعلاً، إنه اختبار أكثر مما هو مجرد خشبة تُحمل، اختبار الإيمان والرسالة، التي دعنا ربنا للمحافظة عليها، وهذه المحافظة لن تتحقق ما لم يجعل المؤمن من الصليب قضيته ورسالته الشخصية في هذا العالم.
الصليب، ليس فلسفًة وعلم ومنطق، بل هو كل هذه الأشياء + الإيمان، الذي يعطي معنى للحياة. هكذا يُدافع بولس عن حقيقة الصليب، أمام فلاسفة عصره، فيقول "أن الكلام عن الصليب حماقة عند الذين يسلكون سبيل الهلاك، وأما عند الذين يسلكون سبيل الخلاص، أي عندنا، فهو قدرة الله"، أجل الصليب هو قدرة الله التي من خلالها نربح العالم بأسره، وهذا ينطبق مع قول المسيح لنا اليوم: "ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه"، فأن تكسب العالم ينبغي أولاً أن تكون قد حققت ذاتك ووجدتها، متحدة مع الله.
أن تحمل صليبًا، هذا يعني أنك ستُحمل عليه عند نهاية الطريق على مثال ربنا، فعلينا اليوم أن نتحمل ثقل الصلبان التي يضعها العالم على أكتافنا، وأن ننظر إليها ونحتضنها، بفرح رغم الألم، لأنها اختبار لنا على الطريق الذي سيقودنا نحو الله الآب، فلنتعلم أن نُجيد قراءة الصليب في مدرسة يسوع، لأنها المدرسة الوحيدة التي تُقدم لنا المعنى ألخلاصي لكل الصعوبات في عالمنا، فالصليب هو الترجمة الفورية للشر في العالم إلى خير يعم الناس أجمع، فلنكن حملة صلبان تنقل الخلاص للآخرين، وأن نتجنب أن نضع صلباننا على أكتاف الآخرين، بل ليكن الصليب قضيتنا في العالم.
القس
أفرام كليانا دنخا
13/9/2008
النص: (متى24:16-28) ما يُطلب من أتباع يسوع
يضعنا التقليد الكنسي أمام أربعة أسباب لإكرام الصليب المقدس، الأول هو ظهور الصليب لقسطنطين الملك محاطًا بأحرف من نور (بهذه العلامة تنتصر)، والثاني هو اكتشاف القديسة هيلانة لبقايا الصليب المقدس، والثالث هو تدشين كنيسة القيامة، والرابع هو ذكرى انتصار الإمبراطور هرقل على الفرس وإعادة الصليب بعد أن كانوا قد نهبوه، وكان المؤمنون يُشعلون النار على التلال والجبال لاستقبال الصليب والتبرك به، واستمرت هذه العادة إلى أيامنا. فلماذا هذا الإكرام؟ وما معنى الصليب؟
الصليب بشكله، هو علاقة، علاقة الإنسان بالله عموديًا، وعلاقة الإنسان بأخيه الإنسان أفقيًا، وعندما تتحقق هذه العلاقة ويعيشها المؤمن بكل أبعادها، نتحد فعلاً مع شخص المصلوب.
الصليب، هو علامة احتضان الله للبشرية أجمع، وهذا الاحتضان لكي يتم لا بد أن يُفرغ الإنسان ذاته أمام الله، أو كما يقول يسوع أن يتخلى الإنسان عن ذاته، أن يُهيئ مكانًا لله، من خلال السيطرة على رغباته الدفينة، والتي تكون في أغلب الأحيان عائقًا بوجه الاتحاد مع الله.
أن تحمل صليبًا فهذا ليس افتخارًا فحسب، بل هو أولاً وقبل كل شيء مسؤولية عظيمة. نعم، الصليب هو ليس فقط علامة بل مسؤولية، على من يقبلها أن يحمل صليبه حتى النهاية رغم كل الصعاب. هكذا تحمل ربنا ثقل الصليب حتى الموت على قمة الجلجلة، ونحن اليوم مدعوين لنحمل صلبان حياتنا، أن نتحمل مسؤوليتنا تجاه إخوتنا كبشر أولاً وكمسيحيين ثانيًا.
قضية الصليب، لا يمكن أن يفهمها إلاّ من حمل الصليب فعلاً، إنه اختبار أكثر مما هو مجرد خشبة تُحمل، اختبار الإيمان والرسالة، التي دعنا ربنا للمحافظة عليها، وهذه المحافظة لن تتحقق ما لم يجعل المؤمن من الصليب قضيته ورسالته الشخصية في هذا العالم.
الصليب، ليس فلسفًة وعلم ومنطق، بل هو كل هذه الأشياء + الإيمان، الذي يعطي معنى للحياة. هكذا يُدافع بولس عن حقيقة الصليب، أمام فلاسفة عصره، فيقول "أن الكلام عن الصليب حماقة عند الذين يسلكون سبيل الهلاك، وأما عند الذين يسلكون سبيل الخلاص، أي عندنا، فهو قدرة الله"، أجل الصليب هو قدرة الله التي من خلالها نربح العالم بأسره، وهذا ينطبق مع قول المسيح لنا اليوم: "ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه"، فأن تكسب العالم ينبغي أولاً أن تكون قد حققت ذاتك ووجدتها، متحدة مع الله.
أن تحمل صليبًا، هذا يعني أنك ستُحمل عليه عند نهاية الطريق على مثال ربنا، فعلينا اليوم أن نتحمل ثقل الصلبان التي يضعها العالم على أكتافنا، وأن ننظر إليها ونحتضنها، بفرح رغم الألم، لأنها اختبار لنا على الطريق الذي سيقودنا نحو الله الآب، فلنتعلم أن نُجيد قراءة الصليب في مدرسة يسوع، لأنها المدرسة الوحيدة التي تُقدم لنا المعنى ألخلاصي لكل الصعوبات في عالمنا، فالصليب هو الترجمة الفورية للشر في العالم إلى خير يعم الناس أجمع، فلنكن حملة صلبان تنقل الخلاص للآخرين، وأن نتجنب أن نضع صلباننا على أكتاف الآخرين، بل ليكن الصليب قضيتنا في العالم.
القس
أفرام كليانا دنخا
13/9/2008