القديسة
شموني هي مؤمنة وشهيدة يهودية تحدت اعداء دينها واستشهدت هي واولادها
السبعة . عاشت في القرن الثاني ق م في فترة مضطربة من تاريخ الشعب اليهودي
تسمى حرب المكابيين حيث بعد ان اقام السلوقيين(هم خلفاء الاسكندر الكبير)
حكمهم في سوريا وفلسطين ارادوا فرض الثقافة والعبادات اليونانية على
اليهود عنوة خاصة في حكم ملكهم انطيوخس الرابع ابيفانس الذي حكم
من(175-164) ق م . فقامو بالغاء السبت والختان وتدنيس هيكل اورشليم الذي
كان يرمز الى حضور الله عند اليهود واقاموا فيه تمثال الاله اليوناني زوس
كذلك استعملوا اساليب التعذيب الجسدي ثم القتل لاجبار اليهود على ممارسة
العبادات اليونانية وانكار دينهم كما هو مبين في سفر المكابيين الثاني
الفصل السابع والذي يتضمن قصة استشهاد القديسة مع اولادها السبعة - بعد
رفضهم التنكر لالههم وشريعته وممارسة العبادة اليونانية - واقبلوا جميعا
على الشهادة بكل سرور وهم على يقين بان لله يجازي من يموت في سبيله وسبيل
شريعته بقيامة الابرار وحياة الاخرة كما يظهر ذلك واضحا من خلال احاديث
اولادها قبل قتلهم -لان قيامة الاموات كانت قد دخلت في ايمان الشعب
اليهودي بحدود القرن الرابع ق م اثناء الجلاء البابلي -ونتيجة لتلك
الاضطهادات اثار الكاهن متثيا واولاده ثورة ضد الملوك السلوقيين مستغلين
الجبال في حرب عصابات وابرز اولاد متثيا هو يهوذا الملقب المكابي ومنه
جاءت تسمية المكابيين حيث نجح بعد حرب طويلة في تحرير اورشليم وتجديد
الهيكل وتطهيره في سنة 164ق م -وتستمر هذه الاحداث الى سنة141 ق م
حيث نال اليهود استقلال جزئي
اما في التقليد الكنسي فمن المرجح ان اعتماد قصة هذه القديسة جاء اثناء
الاضطهادات التي مرت بها الكنيسة في تاريخها الطويل لتعزيز الشهادة
والحياة الاخرة عند المؤمنين اذ ان قصة اقدام القديسة واولادها الى الموت
والتضحية هي لوحة رائعة من روائع الكتاب المقدس فكما تقدمت شموني واولادها
الى الشهادة بكل فرح من اجل الاهها هكذا مد شهداء كنيسة المشرق رقابهم
للجلاد بكل سرورمن اجل المسيح وهم علي يقين بان المسيح سيقيمهم في اليوم
الاخير ويكونون معه الى الابد في ملكوته السماوي