في هذا اليوم الثلاثاء الموافق 25 نيسان 1995، زارني شيطان الشعر من غير سابق إنذار، وأنا في صومعة الحزن أصلي، قاطعني لأحدثه فكلمته وكلمني.،.ثم دار بيننا نقاش حاد أدخلنا في متاهات متشعبة حول أمور كثيرة.....وفي النهاية رجعنا في نقاشنا من حيث بدأنا ، فنفذ صبري لعدم حصولنا على أية نتيجة ذات قيمة تذكر، حتى طرحت هذه الأبيات الشعرية القليلة وبعدها أحسست وكأن السماء غمرتنني بأمطار السعادة ، وغطتني بوشاح راحة النفس !!!!!!
"إلهام في زمن الحزن "
لا تحزن…لا تحزن،
يا قلبيَّ المجروحْ....
فكل شيء تحت هذه الشمس.،
للفناء يروحْ....
لا تهتم، لا تبتئس ،
فهذا نصيبك من هذا الزمان ،
ارتباطٌ بجسدٍ ،
ليس فيه روحْ....
لا تأبـه…ولا تحمل هماً ،
يا قلبي المجروح ...
لخل تأتمنه سراً ،
ينكث العهد ،
ثم للملأ عنه يبـوح….
يمثل دور العاشقين ،
فيبدو كزهرة الفل ،
ناصعة البياض ،
لكن لا شئ منها يفوح....
أنظر إلى العلى ،
واترك هذه الدنيا الزائلة ،
فقد اثخنتك بابشع القروح....
تطلّع إلى السماوات ،
حيث هناك أنهار سحرية ،
من شهدٍ، ولبنٍٍ، وخمر
لا تعرف النضوح......
وأشجار مباركة يانعة ،
بثمار لذيذة الطعم ،
على مدار المواسم طروح….
وشعرٍ جميل تسمعه ،
فتنتشي بإحساس،
بين ضحك ونوح.........
وحوريات من كل جنس ،
وكل لون ، بكل نكهة.،
ستعشقنك عن حب ،
روحاً بروحْ....
فلا الحزن سيسكن شغافك ،
ولا الغربة تزيلُ إطلالة ،
وجهك الصبوح....
لا ولن تحمل هم السفر ،
والترحال كما الآن ،
ففي كل مرة رحيلٍ ونزوحْ....
أسمعني يا قلبي ،
تمرّد ، وثر ، وانطلق !!!
فالأفراح لا محالة آتية ،
كعاصفة هوجاء تدكُّ الحزن ،
تهدُّ قصوره ، وهياكله ،.والصروحْ....
ستعتريك فرحةً عارمةْ ،
كفرحة قائدٍ نشمٍ ،
هزته نشوة الانتصار !!!
وقد علت صدره نياشين الفتوحْ....
يا قلبي الكسيرَ....لا تحزن.،
دعني أحتضنك !!!
دعني أقبلك !!!
فربما قبلاتي لجراحاتك،
تكون بلسماً، ومسوحْ..!!!
فرنســـيس ا. أبراهيـــم تومـاصورو
في 25 نيـــسان 1995
العيــن - أبو ظبي
الإمارات العربيـــة المتحــــدة