موعظة الأحد الثاني من موسم إيليا
النص: (متى1:13ـ9) مثل الزارع
مثل الزارع هو المثل الوحيد ما بين الأمثال التي يستخدمها يسوع، الذي يقدم فيه تفسيرًا لما يريد أن يصل إليه من غاية. وهذه الغاية ليست الزارع أو البذور بل التربة، فمن الممكن أن نسميه مثل (التربة). نحن أمام أربعة أنواع من التربة، صلبة، سطحية، مزدحمة، وجيدة... الزارع لا يميز ما بين هذه الأنواع فهو يُلقي بذوره على جميعها، وهذه التربة هي إشارة إلى الإنسان، فالكل يسمعون كلمة الله، ولكن القليل منهم يوفرون المناخ الملائم لنموها، فالمشكلة ليست في الزارع بقدر ما هي في التربة (الإنسان). هكذا نحن مطلوب منا أن نزرع كلمة الله في قلوب الآخرين دون ملل، وأن لا نُصاب باليأس.
يضعنا النص أمام تدرج في النمو، حيث ينطلق من الفشل التام، تسقط على جانب الطريق فتأكلها الطيور، لا نرى هنا كلمة نمو، والتي هي محور هذا النص كله. وصولاً إلى النجاح المذهل، يعطي بعضها مائة، وستين، وثلاثين... أنه تحدي الفشل الذي يمتاز به الزارع فلا يهمه الفشل بقدر ما يهتم بالنجاح... رغم كل شيء نراه يستمر بعمله، فالاستمرارية تعني وجود الرغبة في الحياة، على عكس التوقف، لأن كل توقف هو موت. هكذا في الحياة قد تواجهنا مواقف نفشل فيها ولا نحقق ما يُطلب منا، ولكن لنتعلم من الزارع أن يكون الفشل هو عنوان النجاح.
نحن مدعوين اليوم لكي نرى الفشل والنجاح، لا كنقيضين، بل كمتنافسين، وأرض المعركة هي قلبنا، الذي يستقبل بذرة الإيمان التي يزرعها فينا الله دائمًا، رغم أننا نفشل أحيانًا بالحفاظ عليها، لأن قلبنا يكون على حافة الطريق عوض أن يكون على الطريق الذي يسلكه يسوع، أو السطحية التي نعيش بها والتي تكفي عاصفة خفيفة من هموم الحياة لاقتلاعها من جذورها، من الممكن أن أتعرف على ما حولي من تطورات ولكن على شرط أن لا تقتلعني من جذوري، وعالمنا اليوم يمتلك من الأمور ما هو كافي ليحقق هذا الاقتلاع، ويحملني بعيدًا عن هدف الحياة الحقيقي الذي هو اللقاء مع الله. أو قد تكون كثرة الانشغالات هي التي تبعدنا عن الله ( وقد تكون هذه الانشغالات دينية أيضًا؟؟؟!!!.) بكلمة أُخرى علينا أن نتعمق في الكلمة أولاً ثم نعيش فيها وبها. لأن الأشواك (الانشغالات) قد تخنقنا.
إن ثبات كلمة الله فينا، تحتاج لكي تنمو وتعطي ثمارًا، أن نكون هادئين، مصغين، متأملين، عاملين بها، كمثل البحيرة، فهي لا تعكس صورة السماء ما لم تكن نقية صافية، علينا اليوم أن نطهر قلوبنا وأفكارنا تجاه الآخرين، لنستحق أن نكون حقلاً خصبًا لله. ونمو الكلمة فينا يعتمد بدرجة كبيرة على الطريقة التي نستقبلها فيها... لنتأمل ونسأل أنفسنا أي أرض سنكون نحن؟... وأن نكون قادرين على تهيئة الآخرين من حولنا ليكونوا أرضًا خصبة، بعيده عن كل ما يعيقها من النمو بكلمة الله، علينا أن نحذر من أنفسنا لكي لا نتحول إلى طيور تأكل بذرة الإيمان من قلوب الآخرين، أو أحجارًا تهدمهم، أو أشواكًا تجرحهم وتخنقهم، بل مزارعين حقيقيين... لنصلي دائمًا ونقول:
أنا أرضُ لك وأنت الحارث يا رب، ازرع فيّ صوتك
القس
أفرام كليانا دنخا
23/8/2008
النص: (متى1:13ـ9) مثل الزارع
مثل الزارع هو المثل الوحيد ما بين الأمثال التي يستخدمها يسوع، الذي يقدم فيه تفسيرًا لما يريد أن يصل إليه من غاية. وهذه الغاية ليست الزارع أو البذور بل التربة، فمن الممكن أن نسميه مثل (التربة). نحن أمام أربعة أنواع من التربة، صلبة، سطحية، مزدحمة، وجيدة... الزارع لا يميز ما بين هذه الأنواع فهو يُلقي بذوره على جميعها، وهذه التربة هي إشارة إلى الإنسان، فالكل يسمعون كلمة الله، ولكن القليل منهم يوفرون المناخ الملائم لنموها، فالمشكلة ليست في الزارع بقدر ما هي في التربة (الإنسان). هكذا نحن مطلوب منا أن نزرع كلمة الله في قلوب الآخرين دون ملل، وأن لا نُصاب باليأس.
يضعنا النص أمام تدرج في النمو، حيث ينطلق من الفشل التام، تسقط على جانب الطريق فتأكلها الطيور، لا نرى هنا كلمة نمو، والتي هي محور هذا النص كله. وصولاً إلى النجاح المذهل، يعطي بعضها مائة، وستين، وثلاثين... أنه تحدي الفشل الذي يمتاز به الزارع فلا يهمه الفشل بقدر ما يهتم بالنجاح... رغم كل شيء نراه يستمر بعمله، فالاستمرارية تعني وجود الرغبة في الحياة، على عكس التوقف، لأن كل توقف هو موت. هكذا في الحياة قد تواجهنا مواقف نفشل فيها ولا نحقق ما يُطلب منا، ولكن لنتعلم من الزارع أن يكون الفشل هو عنوان النجاح.
نحن مدعوين اليوم لكي نرى الفشل والنجاح، لا كنقيضين، بل كمتنافسين، وأرض المعركة هي قلبنا، الذي يستقبل بذرة الإيمان التي يزرعها فينا الله دائمًا، رغم أننا نفشل أحيانًا بالحفاظ عليها، لأن قلبنا يكون على حافة الطريق عوض أن يكون على الطريق الذي يسلكه يسوع، أو السطحية التي نعيش بها والتي تكفي عاصفة خفيفة من هموم الحياة لاقتلاعها من جذورها، من الممكن أن أتعرف على ما حولي من تطورات ولكن على شرط أن لا تقتلعني من جذوري، وعالمنا اليوم يمتلك من الأمور ما هو كافي ليحقق هذا الاقتلاع، ويحملني بعيدًا عن هدف الحياة الحقيقي الذي هو اللقاء مع الله. أو قد تكون كثرة الانشغالات هي التي تبعدنا عن الله ( وقد تكون هذه الانشغالات دينية أيضًا؟؟؟!!!.) بكلمة أُخرى علينا أن نتعمق في الكلمة أولاً ثم نعيش فيها وبها. لأن الأشواك (الانشغالات) قد تخنقنا.
إن ثبات كلمة الله فينا، تحتاج لكي تنمو وتعطي ثمارًا، أن نكون هادئين، مصغين، متأملين، عاملين بها، كمثل البحيرة، فهي لا تعكس صورة السماء ما لم تكن نقية صافية، علينا اليوم أن نطهر قلوبنا وأفكارنا تجاه الآخرين، لنستحق أن نكون حقلاً خصبًا لله. ونمو الكلمة فينا يعتمد بدرجة كبيرة على الطريقة التي نستقبلها فيها... لنتأمل ونسأل أنفسنا أي أرض سنكون نحن؟... وأن نكون قادرين على تهيئة الآخرين من حولنا ليكونوا أرضًا خصبة، بعيده عن كل ما يعيقها من النمو بكلمة الله، علينا أن نحذر من أنفسنا لكي لا نتحول إلى طيور تأكل بذرة الإيمان من قلوب الآخرين، أو أحجارًا تهدمهم، أو أشواكًا تجرحهم وتخنقهم، بل مزارعين حقيقيين... لنصلي دائمًا ونقول:
أنا أرضُ لك وأنت الحارث يا رب، ازرع فيّ صوتك
القس
أفرام كليانا دنخا
23/8/2008