" تهملون أهم ما في الشريعة: العدل والرحمة والصدق."
متى 23: 23 – 26
صلاة اليوم:" أيها الرب سيدنا، ما أعظم اسمك في كل الأرض ! "
متى 23: 23 – 26
لا يدين يسوع التقليد بما وردَ في الشريعة وان كان صغيراً: لكن ما هو ضده هو الافتقار الى الرؤية الصحيحة: الأولوية للأهم. لقد لاحظ الفريسيون الأمور التافهة ونسوا الأشياء المهمة. ويمكن لهم أن يكونوا صلبين ومتعجرفين وقساة، دون أن يقروا بأنه قد يكون للرحمة حقاً عليهم.
بالطبع يمكن لنفس الروح أن يتسلل الى ممارساتنا الدينية، لاسيما بين أولئك الذين قد كرسوا حياتهم لله. وهناك ميل الى اطاعة ما هو خارجي ونسيان الجوهر. وما من شيء أيسر من الالتزام بكل الشراك الخارجية للدين ليكون المرء لا دينياً تماماً.
ليس هناك شيء أكثر ضرورة من الاحساس بالتناسب في قيمنا وأولوياتنا لتنجينا من الخلط بين الفرائض الدينية بالايمان الحقيقي. ويركز يسوع على ثلاثة أمور مهمة من الشريعة: العدل والرحمة والأيمان. وتعني كلمة العدل في المفهوم الكتابي القداسة والاستقامة واقامة علاقة صحيحة مع الله والقريب. وعندما نقول أن عالمنا مليء بالظلم، نقول ذلك جميعاً ونحن بعيدون كل البعد عن القداسة، رغم دعوة يسوع لنا " كونوا كاملين كما أن أبي في السماوات كامل" ( متى 5: 48 ).
كان لربنا هدف واحد لحياته كلّها: كشف المَعين الذي لا ينضب، الرحمة والرأفة الغير المتناهية لأبيه السماوي، وان يظهر كيف نسمح لتلك الرحمة أن ترشد كل جزء من حياتنا اليومية. الأيمان الحقيقي سيرشد المؤمن الحقيقي بيسوع لكي يبحث عن مشيئة الله والعيش دائماً في حضوره.
يقول اندريه لوف في هذا الصدد: "لم يأت يسوع من أجل مراجعة أو توضيح الشريعة، أو جعلها أكثر صرامة. كان لديه هدف أهم من ذلك بكثير: اذ أراد أن يغير الشريعة تغييراً جذرياً. ويقول يسوع بان المهم لم يعد الشريعة بل الأستقامة، وهي كلمة يقصد بها القداسة: " أقول لكم ان كانت تقواكم لا تفوق تقوى معلمي الشريعة والفريسيين، لن تدخلوا ملكوت السماوات" (متي 5: 20 ). ويذهب مار بولس ليقول بأن الشريعة لم تعد موجودة لأولئك الذين هم" في يسوع المسيح"، وبأن" حرف العهد يميت" والروح يحي.(2 كور 3: 6).
لا يمكن لنا أن نصبح قديسين عن طريق محاولة الهرب من الأمور المادية. فأن يكون لنا حياة روحية يعني أن تكون لنا حياة روحية بالكامل، حياة تكون فيها أعمال الجسد أعمال قداسة بسبب النفس، والنفس قديسة لأن الله يسكن فيها ويعمل فيها.
ويقول توماس ميرتون: " لا يُقدِّس القديس بالصوم فقط عندما يكون عليه أن يصوم، بل أيضاً بالأكل عندما يكون عليه أن يأكل. وهو لا يُقدِّس بصلاته فحسب في ظلام الليل، بل بالنوم طاعة لله، الذي خلقنا على ما نحن عليه. وان ما يسهم في اتحاده بالله ليس خلوته فقط، بل أيضاً محبته فائقة الطبيعة لأصدقائه وأولئك الذين يعيش ويعمل معهم."
صلاة اليوم:" أيها الرب سيدنا، ما أعظم اسمك في كل الأرض ! "