أرادن وكل صبنا :: Araden and all Sapna

عزيزي الزائر الكريم ... انت لم تقم بتسجيل دخول بعد ، انقر على الدخول..
او على التسجيل ان لم تكن بعد مسجل كعضو في منتديات ارادن وكل صبنا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

أرادن وكل صبنا :: Araden and all Sapna

عزيزي الزائر الكريم ... انت لم تقم بتسجيل دخول بعد ، انقر على الدخول..
او على التسجيل ان لم تكن بعد مسجل كعضو في منتديات ارادن وكل صبنا

أرادن وكل صبنا :: Araden and all Sapna

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
أرادن وكل صبنا :: Araden and all Sapna

أهلا وسهلا بكم

اهلا وسهلا بكم في منتديات أرادن وكل صبنا 

    أطفال بغداد يحولون مزابلها إلى مدن ألعاب

    باسل يلدا ججو
    باسل يلدا ججو
    عضوفعال جدا
    عضوفعال جدا


    ذكر عدد الرسائل : 204
    العمر : 58
    الدولة : الولايات المتحدة
    الدولة : 0
    تاريخ التسجيل : 06/12/2007

    أطفال بغداد يحولون مزابلها إلى مدن ألعاب Empty أطفال بغداد يحولون مزابلها إلى مدن ألعاب

    مُساهمة من طرف باسل يلدا ججو الأربعاء ديسمبر 19, 2007 10:31 pm

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    هاهو عيدٌ آخر ينطُّ من فكوك الأحداث ليأتي – رغم كلِّ الصور الإعلامية الملونة – قاسياً حزيناً موجعاً , وهو عيدُ الأضحى الأغر , فحجّاج بيت الله الحرام يطوفون حول الكعبة ويصعدون جبل عرفات ويبتهلون لله عزَّ وجل ليذهب الغمّة عن أبناء الأمة , والناس يعودون جماعاتِ إلى بلدهم الباكي الجريح ,
    هاهو عيدٌ آخر ينطُّ من فكوك الأحداث ليأتي – رغم كلِّ الصور الإعلامية الملونة – قاسياً حزيناً موجعاً , وهو عيدُ الأضحى الأغر , فحجّاج بيت الله الحرام يطوفون حول الكعبة ويصعدون جبل عرفات ويبتهلون لله عزَّ وجل ليذهب الغمّة عن أبناء الأمة , والناس يعودون جماعاتِ إلى بلدهم الباكي الجريح , يقودهم الحلم الوارف والآمال الواسعة بالعودة إلى رفيف الوطن ودفئه , فيما تحركت القوّات التركية لتلقي تحية العيد بطريقتها الخاصة على جبال كردستان , ولتفتح نوافذ العيد بحرب محتملة وهلع جديد !.

    العراقيّون , يحاولون اصطياد الفرح بصناراتٍِ ملوّنة , أنهم يرتّقون العيد , ويضمّدون جراحه ويخيطون ملابس البهجة من أردية الحذر والترقّب , ليبلغوا شاطئي الطمأنينة المفقود منذ زمن ليس قصيراً , فالبصرة , ودّعت منظر قوّات الاحتلال البريطاني وتسعى للإطلالة على واقع جديد , لا يخلو من ملامح صراع متجدد للحصول على مزايا معينة – ولا نريد هنا أن نستبق الأحداث – فيما بغداد تحاول الإطلالة على عيد بعيد عن مظاهر الموت والدماء والجراح والبكاء المزمن , لذلك ينعزل أبناؤها بين القواطع التي رسمت إليهم , ويحتفلون في مدنٍ مسوَّرةٍ بالكونكريت , فتغدو عندها البدائل ضروراتٍ لابد منها لصناعة سمات العيد وملامحه , والمهم في كل ذلك .. كيف يفرح الأطفال الذين اقترن العيد بهم .

    كلُّ محلات بغداد المحتشدة بالناس , تسعى لإنشاء مدنٍ للألعاب , يؤمها الأطفال كي يمرحوا ويحتفلوا , وفي هذه المحلات سرعان ما تتحوّل المناطق المتروكة إلى ساحات للعب , وتحتشد بالأطفال , وهذه الساحات المتروكة هي في الغالب مزابل كبيرة , تخضع للتنظيف القسري عند الحاجة إليها , وهل هناك حاجة أكبر من العيد وصناعة جوّ يؤمن للأطفال احتفالهم الذي ينتظرونه وهم يرتدون أبهى الثياب المستلة من عرق جبين الآباء ومعاناتهم وجهدهم وهم يركضون وراء طيف الحياة من أجل أن يحصلوا لأبنائهم على رذاذ الفرح المتطاير من لثغة الحياة .

    وتنتشر مفردات الألعاب – وكلها غير آمنة مخيفة تداهمها الأخطار لأنها مصنوعة على عجل ومن مواد بسيطة – هذا ( دولاب الهواء ) وهذه ( الأراجيح ) وتلك ( عربات الخيل ) التي تأخذ حشداً صاخباً من الأطفال ليهتفوا مغنين فرحين بالعيد , وهناك ( ألعاب أخرى منها ألعاب الحظ واليانصيب وربما التهريج أيضاً ) , سألت أبا حامد الذي يمتلك ( مجموعة من الأراجيح المصنوعة من الحديد ) : كيف ترى عملكم ؟ قال لي بانفعال : بل قل موسمنا , أننا نتاجر بالأعياد , ونصنع هذه الألعاب كي نحصل على مورد مالي يؤمن لنا الكثير من مصروفاتنا طوال السنة التي نشهد فيها كساداً وبطالة مميتة , كما أننا نراقب مدينة ألعابنا وهي تتحول في الأيام العادية إلى مزبلة , تضم أوساخاً وتطلق روائح كريهة , وهي تنظّف من قبلنا نحن قبل كلّ عيد , رغم أنها تقع خلف مدرسة ابتدائية تصوّر ؟! .

    تركته وتوجّهت إلى مجموعة من الأطفال , سألتهم : أنتم تحتفلون قبل العيد ؟

    قالوا لي بمرح : نحن ننتظر العيد , لنبدأ احتفالنا قبل حلوله , وننهي هذا الاحتفال بعد نهاية العيد بيومين أو ثلاثة أيام , فالفرح فرصة نادرة في حياتنا علينا أن نستغلها بأقصى درجات الاحتفال !!.

    حتى الأطفال في العراق بدؤوا يفلسفون حياتهم وحاجياتهم , أنهم أبناء المحن والمصائب وويلات الحروب والدمار .

    الحالة الغريبة التي شهدتها هي جلوس الكثير من الرجال والنساء – الآباء والأمهات – حول مدينة الألعاب الصناعية الصغيرة هذه , سألتُ أحد الآباء الجالسين : ما الأمر , أراك جالساً مراقباً ؟

    قال لي بحسرة : أخاف على أولادي من المفاجآت , وهي الخطف أو القتل أو العبوات الناسفة أو السيارات المفخخة , كما أنني ورغم خوفي وخشيتي عليهم إلا أنني لا أستطيع منعهم من الاحتفال بالعيد الذي ينتظرونه طويلاً .

    وأرى امرأة منفعلة , حركاتها وملامحها تشيران إلى مشاركتها الوجدانية مع ابنها الذي يطير فرحاً في إحدى الأراجيح بينما يسلبها القلق عليه دم وجهها فتبدو صفراء شاحبة !!

    وهكذا حال الكثير من العائلات , ترافق أبناءها , كي لا تفاجأ بكارثة متوقعة !!

    هو عيد إذن , ولكن أيُّ عيد , بواباته هلع ورعب وترقب وقلق لا يرسو على شاطئي , نتمنى أن نحصل على الاستقرار في عراق الجراح والألم والمحنة المزمنة ,

    الله كريم !!

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 19, 2024 3:28 pm